اليوم الدولي للحد من الكوارث.. «التعليم هو السبيل» لمواجهة التهديدات
اليوم الدولي للحد من الكوارث.. «التعليم هو السبيل» لمواجهة التهديدات
تشكل العديد من الكوارث، التي غالبًا ما تتفاقم بسبب تغير المناخ، تهديدات كبيرة لرفاهية الأطفال والشباب، لذلك يركز الاحتفال باليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث الذي يحتفل به، يوم 13 أكتوبر سنويا، هذا العام 2024 على دور التعليم في حماية الأطفال وتمكينهم من أجل مستقبل خالٍ من الكوارث.
وأشارت منظمة اليونيسف إلى أن حوالي مليار طفل في جميع أنحاء العالم معرضون للخطر بسبب تأثيرات المناخ والكوارث ذات الصلة.
وقالت “اليونيسف”، إنه في عام 2022، كان عدد الأطفال المتضررين من الفيضانات في تشاد وغامبيا وباكستان وبنغلاديش هو الأعلى منذ أكثر من 30 عامًا.
وبالإضافة إلى خطر الوفاة والإصابة، يواجه الأطفال تحديات أخرى في شكل اضطرابات في التعليم والتغذية والرعاية الصحية وقضايا الحماية في أعقاب الكارثة.
استراتيجيات وطنية
ولحماية الأطفال من الكوارث، يتعين على البلدان أن تأخذ في الاعتبار نقاط ضعفهم ومتطلباتهم عند وضع استراتيجيات وطنية ومحلية للحد من مخاطر الكوارث، ومن المهم تمكين الأطفال والشباب وتزويدهم بالفرص للمساهمة في الحد من مخاطر الكوارث.
ومن شأن تمكين الأطفال، وخاصة من خلال التعليم، أن يزودهم بالقدرة على حماية أنفسهم والتحول إلى عوامل تغيير في أسرهم ومجتمعاتهم من خلال مشاركة ما تعلموه، وهذا أمر بالغ الأهمية في سياق الجهود العالمية الرامية لتوسيع نطاق أنظمة الإنذار المبكر في إطار مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة "الإنذارات المبكرة للجميع".
ثقافة عالمية للتوعية
بدأ اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث في عام 1989، بعد دعوة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتعزيز ثقافة عالمية للتوعية بالمخاطر والحد من الكوارث، وتوعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث.
في عام 2015، في المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة بشأن الحد من مخاطر الكوارث في سينداي باليابان، تم لفت أنظار العالم إلى أن الكوارث تضرب الجميع مع إمكانية التسبب في خسائر بالأرواح وحدوث اضطرابات اجتماعية واقتصادية كبيرة، وتتسبب الكوارث المفاجئة في نزوح ملايين الأشخاص كل عام، وتتفاقم الكثير من الكوارث نتيجة تغير المناخ، ويكون لها تأثير سلبي على الاستثمار في التنمية المستدامة.
ويركز إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث على الإنسان في نهجه للحد من مخاطر الكوارث وتطبيقه على الكوارث ذات الخطورة الصغيرة والكبيرة الناجمة عن الأخطار التي هي من صنع الإنسان أو الطبيعية، فضلا عن البيئية، والأخطار والمخاطر التكنولوجية والبيولوجية ذات الصلة.
رسالة الأمين العام
بمناسبة اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث 2024، كتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة قال فيها إنه عندما تحلّ الكوارث، فإنها تلحق دمارًا جسيما بالأفراد والمجتمعات والاقتصادات، ويكون لموجات الموت والخراب والنزوح تداعيات لا يمكن تخيّلها. واليوم، كثيرا ما تتسبب أزمة المناخ في تفاقم الكوارث حيث تزيد من تواترها وحدّتها.
وأكد غوتيريش أنه ما من أحد بمنأى عن هذا الخطر، لكن الأطفال أكثر عرضة له من غيرهم، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة، بلغ عدد الأطفال المتضررين من الفيضانات المدمرة في جميع أنحاء العالم أعلى مستوياته منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفي أعقاب كل كارثة، يواجه الأطفال تداعيات خطيرة تشمل تعطل التعليم وتراجع مستويات التغذية والرعاية الصحية.
وأضاف أن الأطفال ليسوا مجرد ضحايا للكوارث، فهم معنيون بشكل مباشر بما يحمله المستقبل في طيّاته، كما أن أفكارهم وابتكاراتهم يمكن أن تساعد في الحد من المخاطر وبناء القدرة على الصمود.
التعليم هو مفتاح الحل
وقال غوتيريش، إنه كما يذكّر اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث هذا العام، فإن التعليم هو المفتاح ليس فقط لحماية الأطفال، بل لتمكينهم من المشاركة في صنع القرار للحد من المخاطر التي يتعرض لها الجميع.
وأضاف: يمكن لجميع البلدان أن تتخذ خطوات للحد من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، من خلال ضمان التغطية الشاملة لأنظمة الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة، وبناء المدارس المستوفية لمعايير الصمود في وجه الكوارث وإعادة تجهيزها لذلك الغرض، والانضمام إلى إطار السلامة المدرسية الشامل، وإفساح المجال للشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة ليصبحوا مناصرين لجهود تعزيز القدرة على الصمود.
وشدد على أنه في هذا اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث، وفي كل يوم، نحن مدينون للأجيال القادمة ببناء مستقبل أكثر أماناً وقدرة على امتصاص الصدمات.